المرأة المعيلة
مقدمة
- كثيراً ما يكون الرد على دعوات تمكين النساء من العمل هو ” مش لما الرجاله يشتغلوا الأول نبقى ندور على شغل الستات”، متذرعين بأن الرجال مسئولين عن أسر يعيلونها، أما النساء فلا!
- ماذا الأن عن 14% من الأسر تعولها نساء، أغلبهن لم يتم إعدادهن وتسليحهن بالمؤهلات والمهارات التى تؤهلهن للعمل بأجور تكفيهن وتكفي أسرهن؟. تلك النسوة واللائى حرمن من التعليم والتأهيل كونهن إناث، حرموهن من التعليم مقابل تعليم الذكور، حرموهن من تنمية المهارات كونهن منغمسات فى خدمة الذكور والاطفال وكبار السن فى العائلات، بزعم لا فائض من الوقت لديهن لتعلم المهارات التى تنتشلهن من ذلك الوضع.
- لذا يعيش أكثر من نصف العائلات التى تعيلها أمرأة تحت خط الفقر القومى، وما بين ربع أو ثلث تلك العائلات حياتهم نفسها معرضة للخطر كونهن تحت خط الفقر المدقع.
- نسبة الفقر فى الأسر التى تعيلها إمرأة أربعة أضعاف نسبتها فى الأسر التى يعيلها رجل، ويقعن منها فى الفقر المدقع ضعف الأسر التى يعولها رجل من حيث الفقر الشديد أو الفقر المدقع.
- تعتمد الأسر التى تعولها أمرأة على التحويلات أكثر مما تعتمد على الأجور، وكون تلك التحويلات تجعلها تعيش تحت خط الفقر أو لصيقة به فى أحسن الأحوال، لذا فعادة ما تُتخذ طرق للتكيف تجعل البنات والأولاد يدورون فى نفس دائرة الفقر. كل ما يحدث من غلاء أسعار، إرتفاع تكلفة الدروس الخصوصية والكتب الدراسية ومصاريف الدراسة بالمدارس الحكومية والخاصة، وإرتفاع كلفة العلاج، وكلفة المواصلات، ينعكس على النساء المعيلات وأسرهن.
- إن وضع تلك النساء فى موضع المقيدات الأيدى – فلا دخل لديهن من عمل، ولا ملكية للأرض الزراعية، أو أية ممتلكات ( لأغلبهن)، و شروط القروض لا تنطبق عليهن، ناهينا عن ضعف أو إنعدام المهارات- يجعلهن ضيقى الأفق لا يفكرن سوى فى كيفية التكيف مع ذلك الوضع البائس ، فكلفة التعليم عالية فلنستغنى عنها، خصوصاً بالنسبة للبنات، وليعملوا/ يعملن سواء داخل البيت أو خارجة لتوفير دخل إضافي….
- لذا لابد من مساعدتهن بتغيير الشروط والظروف المحيطة بهن حتى يستطعن الخروج وعائلتهن من دائرة الفقر، ومن هنا تأتي أهمية تلك الدراسة
- المرأة المعيلة
- المرأة المعيلة هى المرأة التي تعيل أسرتها، ووتتخذ جميع القرارات المتعلقة بأسرتها بالإضافة إلي أدوارها التقليدية داخل الأسرة ، تصبح المرأة هي عائل أسرتها في حال غياب الزوج بسبب الوفاة أو الطلاق أو الهجر أو إصابة الأزواج بأمراض أو إعاقات وعجز يحول بينهم وبين العمل، مما يؤدى إلي إنخفاض دخل الأسرة ، ويندرج تحت هذه الفئة الفتيات اللاتى لم تتزوجن ولكنهن مسؤولات عن إعالة أخواتهن أو أبنائهن.[1]
- بلغ إجمالى الأسر المصرية فى عام 2017، 23.5 مليون أسرة[2] منهم 3.3 مليون أسرة تعيلها إناث بنسبة 14% من إجمالى الأسر[3]. طبقاً لبحث الدخل والإنفاق لعام 2019، فإن إجمالى عدد الأسر فى العينة كان 24971 أسرة، ضمنهم 4516 أسرة ترأسها أمرأة[4]، مما يعنى أن نسبة الأسر التى تعولها النساء لأجمالى أسر العينة هى 18.1%.
- أغلبية رؤساء الأسر من النساء 2017 أميات حيث بلغت نسبتهن 59.1% على مستوى الجمهورية، يليها الحاصلات على مؤهل متوسط 17.6% ثم الحاصلات على مؤهل جامعى بنسبة 8.5%، وقد يرجع الارتفاع الكبير فى نسبة الأميات من الإناث رؤساء الأسر إلى الزواج المبكر مما يحول دون إنخراطهم فى العملية التعليمية، وأيضاً تفضيل تعليم الذكور دون الإناث فى الأسر ذات الدخل المنخفض، وعدم وجود وعى كاف لدى بعض الأسر بأهمية تعليم البنات.[5].
- وبالنسبة للحالة الاجتماعية فإن معظم الإناث رؤساء الأسر من الإناث من الأرامل بنسبة 70.3%، بالنسبة لإجمالى الجمهورية، يليها المتزوجات بنسبة 16.6%، ثم المطلقات بنسبة 7.1%. يرجع الارتفاع الكبير فى نسبة الأرامل بين الإناث رؤساء الأسر إلي أنه غالباً ما يكون عمر الزوج أكبر من عمر الزوجة وبالتالى يكون أكثر عرضه للوفاة، بالإضافة إلى عدم رغبة معظم الإناث المصريات فى الزواج مرة آخرى بعد وفاة الزوج للإطلاع علي الدراسة من خلال الربط التالي :-
- المرأة المُعيلة